الثلاثاء، 15 مارس 2011

عقدة... تفسية


  *لعل هذا المصطلح(العقد النفسية)من أكثر الكلمات التي يتداولها الناس وعادة ما يطلقونها دون علم بمعناها الحقيقي،وقد يصف الواحد منا شخصا اخر بأن لديه عقدة..أو نصف من نختلف معه أنه معقد دون أن نعلم الأصل العلمي لما نقول..وأصل الحكاية حين نبحث عنه لابد من العودة الي قواعد علم النفس الحديث التي وضعها الطبيب النمساوى المعروف سيجموند فرويد(1856ـ1936)حين وضع تصورا للنفس الانسانية بأنها تتكون من العقل الواعي الذى يتعامل مع حقائق الحياة ويخضع لسيطرتنا وإرادتنا،والعقل الباطن الذى يحتوى علي أشياء كثيرة لا نعلم عنها شيئاً في الأصول المعتادة منها الرغبات المكبوتة والانفعالات الداخلية وقوى تتصارع مع بعضها البعض بداخلنا،فالعقدة النفسية هي إذن مجموعة من المشاعر والانفعالات الداخلية تعبر عن احتياجات وغرائز متشابكة قد تنشأ من المبالغة في طلب بعض الرغبات بصورة قد تؤدى الي الانحراف .
          وليست العقد النفسية-من هذا المنظور النفسي-سوى خبرات ومشاعر تحمل انفعالات نفسية تم اختزانها في عقلنا الباطن في مراحل عمرنا السابقة،ربما من أيام الطفولة نتيجة لتعرضنا للضغوط والحرمان والمواقف الصعبة،ورغم أن هذه المشكلات قد أنتهي عهدها منذ زمن طويل إلا أنها تبقي في داخلنا،ويمكن أن تشكل طباعنا وسلوكنا ويظهر تأثيرها حين تتعرض لمواقف مشابهة في حياتنا..
          والحقيقة أن كل منا لديه من من العقد النفسية كم معين قد يتحكم في ميوله واتجاهاته في الأحوال المعتادة ، وقد يؤثر في مزاجه وحالته النفسية في حالة الصحة النفسية أو حين يصاب بالاضطراب النفسي .
          وليست العقد النفسية نوعا واحدا ، ولا تحدث فقط في المرضي وغير الأسوياء لكنها تكاد تكون عامة الحدوث في كل منا بدرجات متفاوتة ، والإنسان عموما هو الوحيد بين الكائنات الذى يعاني من عقد  نفسية لأن المخلوقات الأخرى تتحرك بالفطرة وتكون الحاجات الانسانية الغريزية مثل تأمين الوجود عقدة الخوف من الموت وعقدة التملك والعقد الجنسية والعاطفية .. وتدفع هذه العقد الناس الي سلوكيات معينة يشترك فيها كثير من الناس ، فالخوف من الموت يدفع الانسان الي اللجوء الي الاطباء اذا اصابه المرض ، وربما كان السبب في الاهتمام بمهنة الطب لأن المرض يرتبط في الأذهان - من خلال عقد نفسية داخلة - بأنه يهدد الحياة ويمكن ان يفضي الي الموت ، وعقدة التملك قد تدفع بعض الناس الي البخل والاتجاه الي جمع الأموال خوفا من المستقبل ، او الرغبة في السلطة والنفوذ لتحقيق السيادة وامتلاك السيطرة علي الاخرين .
          وهناك أنواع اخرى من العقد النفسية أكثر عمقا وصفها فرويد حين يحاول تفسير كل الأمراض النفسية بالعقد الجنسية التي تبدأ مقدماتها في مراحل الطفولة المبكرة ، مثل عقدة " أوديب " التي يرتبط فيها الطفل مرضياً بالأم في الطفولة ، وعقدة " إلكترا " التي يكون فيها ارتباط غير طبيعي بين البنت والأب في مرحلة الطفولة ، كما ان هناك عقدة النقص التي تصيب بعض الأشخاص نتيجة لشعور مبالغ فيه بالضعف يؤدى الي خوف داخلي من الآخرين قد يدفع الي سلوك غير سوى يطفو علي السطح مثل التعالي علي الآخرين ومحاولة اظهار التفوق عليهم !!
          وثمة كلمة أخيرة - عزيزى القارئ - قبل أن نختتم هذا الكلام عن العقد النفسية .. كل منا لديه قدر من العقد بداخله قد تكون الدافع وراء ما نقوم به من أفعال .. ماذا لو حاول كل منا التفكير قليلاً في العقد والدوافع الداخلية لدينا دون حساسية ، فليس عيباً أن يعترف أى منا بأن لديه عقدة معينة لم يكن له يد في وجودها ، لكن التفكير الهادئ المحايد قد يساعدنا علي التخلص من عيوبنا حين نتعرف الي دوافعنا الداخلية ، وما يستقر في نفسك من عقد يتحكم في حياتك وعلاقتك بالآخرين .. لتبدأ بالمواجهة للتخلص من عيوبك وسلبياتك ، وليكن سلاحك في ذلك إرادة قوية ، وتفكير واع متزن ، وايمان قوى بالله تعالي .. مع تمنياتي للجميع بصحة نفسية دائمة . 
منقول

الأحد، 13 مارس 2011

جامع السلطان حسن

أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون وكان البدء في بناء هذا المسجد سنة 757 هجرية (1356م) واستمر العمل فيه ثلاث سنوات بغير انقطاع ومات السلطان قبل أن يتم بناءه فأكمله من بعده أحد أمرائه - بشير الجمدار- سنة 764 هجرية (1363م).يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة.
وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتى القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن ومزررات أعتاب أبوابها كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في سورة الكرسى الموجود بالقبة.
أما باب المسجد النحاسى المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة. وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر.
وهناك على أحد مدخلى القبة بقى باب مصفح بالنحاس كفتت حشواته بالذهب والفضة على أشكال وهيئات زخرفية جميلة جديرة بإقناعنا بعظيم ما يحويه هذا المسجد من روائع الفن وما أنفق في سبيله من أموال طائلة.
وقد ازدحمت روائع الفن في هذا المسجد فاشتملت على كل ما فيه لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وقد احتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة وهى تعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر.
وقد أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يستطرق الإنسان من المدخل الرئيس إلى دركاة ثم ينثنى يسارا إلى طرقة توصل إلى صحن مكشوف مساحته 32 في 34.60 متر.
تشرف عليه أربع إيوانات متقابلة ومعقودة أكبرها وأهمها إيوان القبلة تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون في شهور سنة 764 هجرية ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طبقات بارتفاع المسجد.
ويتوسط صحن المسجد قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية كتب بدائرها آيات قرآنية في نهايتها تاريخ إنشائها 766 هجرية وتحيط بدائر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلى يمينه المنبر الرخامى الذي يعد من المنابر الرخامية القليلة التي نشاهدها في بعض المساجد، ويعلو الوزرة الرخامية طراز من الجص محفور به سورة الفتح بالخط الكوفى المزخرف بلغ الذروة في الجمال والإتقان.
وتقوم القبة خلف جدار المحراب - بعد أن كانت تشغل أحد الأركان في المساجد الأخرى وهذا الوضع ظهر في هذا المسجد لأول مرة.
ويتوصل إليها من بابين على يمين ويسار المحراب بقى الأيمن منها بمصراعيه النحاسيين المكفتين بالذهب والفضة بينما فقد مصراعا الأيسر.
وتبلغ مساحة القبة 21 في 21 مترا وارتفاعها 48 مترا، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر حيث حلت محل القبة القديمة، وبأركانها مقرنصات ضخمة من الخشب نقش أحدهما ليمثل ما كانت عليه باقى الأركان، وتكسو جدران القبة بارتفاع ثمانية أمتار وزرة رخامية يعلوها طراز خشبى كبير مكتوب في نهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة سنة 764 هجرية.
ولهذا المسجد وجهتان هامتان أولاهما الوجهة العمومية وطولها 150 مترا تحليها صفف مستطيلة تنتهى بمقرنصات ومفتوح فيها شبابيك لمساكن الطلبة وتنتهى من أعلى كما تنتهى الوجهة الشرقية والمدخل بكرنيش ضخم من المقرنص المتعدد الحطات والذي يبلغ بروزة حوالي 1.50 متر وكان يعلوه شرفات مورقة أزيلت عن الواجهة العمومية والمدخل في السنين الأخيرة للتخفيف عنه.
وبالطرف الغربي لهذه الوجهة يقوم المدخل العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 38 مترا والذي يمتاز بضخامه وزخارفه المتنوعة المحفورة في الحجر أو الملبسة بالرخام وبمقرنصاته الخلابة التي تغطى حجر الباب.
أما الواجهة الثانية فهى المشرفة على ميدان صلاح الدين وتتوسطها القبة تقوم على يمينها المنارة الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها 84 مترا تقريبا وعلى يسارها منارة صغيرة أقل من الأولى ارتفاعا. ويرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 1070 هجرية = 1659 / 60م.

الأربعاء، 9 مارس 2011

معبد دندرة

هذا المعبد الرومانى يقع على بعد ستين كيلو متر شمال الاقصر ، بطلميوس الثالث كان اول من بدأ فى المعبد و اتى من بعده الحكام الرومانيين البطالمة ، يحتوي المعبد على لوحة شهيرة للملكة كليوبترا و قيصر ابنها من الملك يوليوس قيصر ، المعبد مشهور بشرحه للابراج الفلكية يوجد بمعبد دندرة   مقصورة ترجع للأسرة 11 وبيت ولادة من الاسرة 30، و مقصورة بطلمية ، ثم معبد "ايويس" من عصر" اغسطس" ، معبد كبير لحتحور من اواخر العصر البطلمى الى بداية العصر الرومانى، بيت ولادة من العصر الرومانى، و بحيرة مقدسة ، و مقصورة للزوارق بالقرب من البحيرة  ومصحة. 
 تؤدى بوابة المعبد إلى بهو الأعمدة  وقد بينت فى عصر القيصر تبيريوس وزينت جدرانه فى عصر كاليجولا وكلاوديوس ونيرو وتشبه فى تخطيطها مثيلثيها فى معبد ادفو وبها أربعة وعشرين عمودًا  ذات تيجان حتحورية ، ويؤدى باب الى المعبد الأصلى والذى اثبتت الدراسات الحديثة أن بناءه يرجع إلى عصر بطلميوس الثانى عشر.
وتبلغ مساحة المعبد الأصلى 81 × 38 م وقد بنى من الحجر الرملى ويتكون من:
- صالة تستند على ستة أعمدة حتحورية تعرف باسم صالة التجلى.
- ثلاث قاعات على الجانب الشرقى وهى:
- حجرة المعمل،  حجرة المخزن،  قاعة القرابين وتعرف بالصالة الوسطى.
- وثلاث قاعات على الجانب الغربى:
قاعة المخزن " الكنوز"، قاعة الصالة الوسطى، قاعة المقصورة.
ثم نصل بعد ذلك إلى صالة القرابين ومنها يؤدى مدخل الجدار الغربى إلى السلم الغربى وعن طريق الممر إلى قاعة المخزن ثم إلى قاعة. ويؤدى مدخل الجدار الشرقى إلى قاعة السلم الشرقى
وعلى محور المعبد يصل مدخل من صالة القرابين إلى صالة التاسوع  وأمامها قدس الأقداس ويحيط به عدة قاعات شرقاً وغرباً ودندرة هو المعبد الوحيد الذى يحمل نص تأسيس باليونانية لا يرى بالعين المجردة. وكان يعتقد أن كليوباترا السابعة صورت مرتين فقط على الجهة الخلفية لمعبد دندرة ولكن ثبت من دراسة ألقابها وتاجها المميز بأنها صورت بهذا المعبد 63 مرة فى أماكن مختلفة.
و من اشهر معالمه ضوء دندرة و هونقش على جدار المعبد فسمي باسمه، والذي يحكى عنه الكثير من الأساطير،، إحدى تلك الروايات أن المصريون كانت لديهم تقنية الأضواء واكتشفوا الكهرباء. تري الصورة زهرة اللوتس (النيولوفر) تكشف عن أفعى على الجدار وقد أختلف علماء الآثار في تفسيرها.

الثلاثاء، 8 مارس 2011

كنيسة العذراء المغيثة

كنيسة السيدة العذراء حارة الروم (كنيسة العذراء المغيثة) بالغورية القاهرة بمصر. بُدئ في إنشاء هذه الكنيسة في أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس الميلادي. وتمت عمارتها في منتصف القرن المشار إليه على عهد البابا أرسيوس الأول. إلا أنها تهدمت، فأمر بغلقها سنة 1026م. وظلت مغلقة حتى أعيد فتحها بعد تجديدها لأول مرة على عهد البطريرك البابا خرستوذولس، ولكنها ما لبثت أن تهدمت أيضا على عهد الناصر محمد بن قلاوون سنة 1321م وتم تجديدها للمرة الثالثة.
قام المعلم إبراهيم الجوهري بتجديد مباني كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم في سنة 1508 ش (1792م). و في أيام البابامرقس الثامن حدثت مواقف كثيرة مؤسفة ومظالم للكنيسة وللأقباط، منهم حرق الكنيستين العليا والسفلى بحارة الروم وانتقل مركز البطريركية من حارة الروم إلى الكاتدرائية المرقسية بالأزبكيه
والكنيسة تنخفض عن مستوى أرض الشارع بمتر ونصف المتر تقريباً. تتكون عمارة الكنيسة من منشأة على اسم الامير تادرس المشرقي تضم ديراً للراهبات وكنيستين إحداهما للسيدة العذراء والأخرى لمار جرجس.
تشتمل كنيسة السيدة العذراء على واجهة جنوبية يتوسطها مدخل عبارة عن فتحة باب مستطيلة يغلق عليها مصراع خشبي من حشوات مجمعة تزينها أشكال هندسية بسيطة. يفضي الباب إلى صحن وجناحين وثلاثة هياكل، يغطيها سقف عبارة عن اثنتي عشرة قبة منها ثلاث فوق الهياكل، وتسع فوق الصحن والجناحين. وينفصل هذا الصحن عن حوش المدخل بخمس دعائم، وبه منبر ذو سلم خشبي حلزوني يستند إلى الدعامة الشمالية لمكان المرتلين. وقد فرش جزء من أرضيات هذا القسم من الكنيسة بخشب مستحدث بينما ظل الجزء الآخر مفروشاً ببلاطات حجرية قديمة.
وإلى الشرق من الصحن المشار إليه توجد ثلاثة هياكل أولها رئيسي أوسط على اسم السيدة العذراء تغطيه قبة محمولة على أربع حنايا يتصدره حجاب من الخشب المطعّم بالعاج وعليه كتابات عربية وقبطية. وتزين الحجاب عدة أيقونات، منها أيقونة كبيرة للصلبوت وأيقونة أخرى للقيامة على جانبيها أيقونتان إحداهما للمريمات حول القبر والأخرى للسيدة العذراء. وهما يرتكزان على رأس نسرين متعاكسين محفورين في الخشب يقف كل منهما على رأس تنين. أما الهيكل من الداخل فهو عبارة عن حجرة مربعة يتوسطها مذبح رخامي تعلوه مظلة خشبية ترتكز على عارضتين خشبيتين تزينها صور قديسين خلفه مدرج رخامي من سبع درجات منحوتة. وتتصدر جدار المذبح الشرقي حنية مجلدة بالخشب في وسطها صورة ملونة للسيد المسيح، تعلوها مجموعة من بلاطات القاشاني المزينة بزخارف عثمانية تتوسطها جامة على هيئة الصليب. وقد زينت جدران هذا الهيكل بصور دينية عديدة.
ثاني هذه الهياكل في الناحية الجنوبية على يمين الهيكل الرئيسي مكرّس على اسم الملاك ميخائيل. وهو عبارة عن مربع فرشت أرضيته ببلاطات حديثة، وغُطى بقية حجرية ترتكز على أربع حنايا ركنية يتوسطه مذبح تعلوه مظلة خشبية صغيرة محمولة على عوارض مثبتة في الحوائط. وفي جداره الشرقي حنية نصف دائرية مجلدة بخشب مستحدث، يكتنفها عمودان صغيران تم تزيينها بصور لبعض القديسين.
وثالث الهياكل المشار إليها في الناحية الشمالية على يسار الهيكل الرئيس مكرس على اسم الشهيدة مارينا، وهو عبارة عن مربع تغطيه قبة محمولة على أربع حنايا ركنية فرشت أرضيته ببلاطات حديثة وجلدت أسافل جدرانه بخشب مستحدث، يتوسطه مذبح تعلوه مظلة خشبية محمولة على عوارض مثبتة في الحوائط. وعلى يسار هذا الهيكل توجد فتحة باب ثان تفضي إلى كنيسة صغيرة مكرّسة على اسم الأمير تادرس. وتقع المعمودية في الجهة الشمالية لهذه الهياكل، يُفضى إليها عبر مدخل صغير على يسار الممر المشار إليه في الهيكل الجنوبي. وهي عبارة عن غرفة مستطيلة يغطيها قبو برميلي. وفي ناحيتها الشرقية مغطس تعلوه أيقونة العماد. أما الدور العلوي فيشتمل على كنيسة صغيرة مكرّسة على اسم مار جرجس.

الاثنين، 7 مارس 2011

مسجد الحاكم بامر الله

جامع الحاكم 380-403 هجرية = 990- 1013م. شرع الخليفة الفاطمى العزيز بالله فى إنشاء هذا الجامع سنة 380 هجرية = 990م وأتمه ابنه الحاكم بأمر الله ثالث الخلفاء الفاطميين بمصر سنة 403 هجرية = 1013م وسمى باسمه، وهو ثانى الجوامع الفاطمية بالقاهرة، وكان موقعه فى بادئ الأمر خارج أسوارها الأولى إلى أن جاء بدر الجمالى فأدخله فى حدود المدينة وأقام سورها الشمالى - بين بابى النصر والفتوح - ملاصقا لوجهته الشمالية. وفى سنة 702 هجرية = 1302/ 3م حدث زلزال أدى إلى سقوط قمتى مئذنتى الجامع وتداعى مبانيه فقام الأمير بيبرس الجاشنكير بناء على أمر الناصر محمد بن قلاون فى سنة 703 هجرية = 1304م بتجديدهما وتقويم ما تداعى من عقوده. ومازال أثر هذا التجديد باقيا إلى الآن ممثلا فى قمتى المئذنتين الحاليتين وفى بعض عقود رواق القبلة التى تتميز عن العقود الأصلية بأنها على شكل - حدوة الفرس - على حين أن الأخرى عقود مدببة، وفى الشبابيك الجصية التى بقاعدة القبة فى أعلى المحراب ثم فى كتابة تاريخ هذا التجديد فى أعلى وجهة المدخل الرئيس. ومنذ ذلك الوقت لا يوجد ما يدل على حدوث إصلاحات جدية فى هذا الجامع ، على أن ما بقى من معالمه الأثرية كفيل بأن يعطينا فكرة صحيحة عما كان عليه هذا الجامع من روعة وجلال. وقد احتفظ رواق القبلة بكثير من معالمه القديمة منها المجاز الأوسط بعقوده وأكتافه والقبة المقامة أمام المحراب ، والعقود الأخرى التى على جانبى المجاز المذكور. كما أبقى الزمن على بعض عناصره الزخرفية ممثلة فى طراز الكتابة الكوفية المحفورة فى الجص أسفل السقف وبمربع قاعدة القبة وفى الشبابيك الجصية المفرغة بأشكال زخرفية جميلة تتخللها كتابة كوفية ورسومات هندسية. كذلك الزخارف المحفورة بالأوتار الخشبية التى تربط أرجل العقود بعضها ببعض.و يعود المسجد للعصر الفاطمى وقد أهمل المسجد لفترات طويلة حتى تحولت أروقته إلى مخازن لتجار الآخرين المحيطين بالمنطقة، إذ أنها منطقة تجارية، حتى عصر الرئيس أنور السادات والذي طلبت طائفة الشيعة البهرة الذي بدؤوا في الهجرة إلى مصر، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية - ذلك أنه مكان مقدس بالنسبة لهم كما أن الحاكم بأمر الله نفسه شخصية مقدسة وتم ذلك، ودعي السادات إلى افتتاح المسجد وكان هناك تخوف من أن يكون ذلك محاولة لأغتياله، إلا أنه لم يحدث شيء، ومنذ ذلك الحين يقوم الشيعة البهرة الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار وخصوصاً في منطقة القاهرة العتيقة والجمالية وما حولها برعاية الجامع وهو مفتوح لجميع الطوائف بالصلاة بها.و للمسجد اهمية كبيرة لدى الناس فهم يحرصون على زيارته و خصوصا فى رمضان , كما يقومون بترميمه بالجهود الذاتية.

السبت، 5 مارس 2011

متلازمة ستوكهولم



متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف .
أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken هناك في عام 1973، و اتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، و قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.
وهي عبارة عن ظاهرة نفسية أو عارض نفسي يصيب المختطفين بحيث يبدأون بالتعاطف مع الخاطفين ويقتنعون برؤاهم ونظرتهم للأمور حتى لو كان هؤلاء الخاطفون قد عرضوا المختطفين لأبشع صور التعذيب والتنكيل. غالبا ما يكون هناك تهديد قوي لحياة الضحية.وليس بالضرورة أن يكون السبب هو الاختطاف بل من الممكن أن يصاب بأعراض هذا الاضطراب من تعرضوا لصور أخرى من الاضطهاد مثل الاغتصاب أو الضرب المبرح أو في المعتقلات السياسية.


تجد الكثيرين ممن خرجوا من المعتقلات السياسية وبالذات ان تم تعريضهم للتعذيب الجسدي أو النفسي الشديد يخرجون بصورة مغايرة تماما لما كانوا عليه وبقناعات جديدة معاكسة لموقفهم الأول ويدافعون عمن اضطهدهم بضراوة. في بعض الحالات يعبر ما يحصل منهم عن متلازمة ستوكهولم واضحة.

ينبغي التنبه إلى أن هذه الحالة مختلفة تماما عما يطلق عليه (غسيل الدماغ).

كيف تتشكل هذه الظاهرة في نفس المضطهد:

أثناء عملية الخطف يصاب المختطف بالرعب الشديد من الخاطفين, فتبدأ لديه حيلة نفسية غير واعية تسمى (Identification with the aggressor) أي أن يحب من يضطهده ويلتصق به. تقديم أي تعامل لين من قبل الخاطفين يزيد من حبه لهم حيث أنه يضخم من قيمة أي شيء طيب يقدم له من قبلهم. قد يكون هذا المعروف ربما يكون فقط أن الخاطف لم يقتل المخطوف لأي سبب كان سواء مع القدرة عليه أو عدمها.

بغير وعي منه, وبشكل طفولي وبريء, يشعر المخطوف أن عليه أن يرضي الخاطف وأن يدعمه ويدخل السرور على نفسه أثناء الخطف حتى يتجنب أذاه. يتعلم المخطوف أو المضطهد بسرعة فائقة ما هي الأشياء التي تسعد الخاطف فيسارع إلى تقديمها. تصل الرغبة في ارضاء الخاطف الحد الذي يتجاهل المخطوف رغباته وحاجاته هو نفسية كانت أو جسدية.

لو بذلت أي محاولة لإنقاذه, فإنه لا يرفضها فقط بل يعتبرها مصدر تهديد له ولذلك فإنه يقاومها بل ويقدم المساعدة لمن يختطفه.

بعد أن يبتعد عن الخاطف ويصبح في مأمن منه, يمر المصاب بهذه المتلازمة بحالة نفسية أخرى وهي أيضا حيلة نفسية غير واعية تسمى الإنكار (Denial) لكل ما مر به ويعتبره مجرد حلم. هذا الإنكار لا يبعده في الواقع عن الإعجاب بالخاطف, بل إنه يبدأ بتقليد الخاطف ويحاول أن يتصرف مثله.

ينتج عن الابتعاد أيضا حالة من الحيرة بين الإعجاب والخوف من المختطف تجعل المصاب بمتلازمة ستوكهولم مترددا في أن يكره خاطفيه أو حتى يلقي عليهم أي لوم ويوجه اللوم كله إما إلى نفسه أو من أنقذه من الخاطفين. لا يرى في خاطفيه أي ميزة سيئة ولا يقبل أن تقال عنهم أي شيء سلبي من قبل الآخرين.

الحيل الدفاعية النفسية (Defense Mechanisms) مثل الإنكار والاعجاب بالخاطف مع شعورهم بقوة الخاطف الغير محدودة كلها تتضافر في جعل المخطوف يتعلق أكثر بخاطفه. القلق والخوف الشديد تمنعه من تقبل أي خيارات أخرى للتعامل مع هذه الأزمة النفسية.

في النهاية تعتبر أعراض متلازمة ستوكهولم هي وسيلة هروب من ضغط نفسي رهيب ولكنها تتم بالتأقلم معه.

يصاب لاحقا بتغير في سلوكه مثل الاستغراق في العمل أو التأمل أو أي نشاط آخر كالقراءة بشكل غريب أو الهروب بواسطة النوم لساعات طويلة جدا.

يتطلب التعامل معها جهدا كبيرا كالعلاج الجمعي وتقديم الدعم والمساندة وإخراج المصاب من عزلته. يجب إعادة صياغة معاني السلوك الأخلاقي ومفاهيم الشر والخير من جديد للمصاب بمتلازمة 



الجمعة، 4 مارس 2011

الجامع الازهر

الجامع الازهر هو اشهر مسجد ومنارة للعلوم والفكر الاسلامى منذ إنشائه قبل اكثر من الف عام حتى اليوم ..وهو أهم المعالم الاسلامية فى مدينة القاهرة وفى مصر كله فعندما قدم القائد جوهر الصقلي الكاتب إلى مصر عام 358هـ/969م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها تم له ذلك لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية ، وإذا كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني بمصر الإسلامية فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التي بنيت بها وأول جامع بني بمدينة القاهرة .
وقد شرع جوهر الصقلي فى بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة وليكون مكانا للدعوة  فبدأ البناء به سنة 359هـ/970م وأقيمت أول صلاة جمعة به سنة 361 هـ/973م وعرف بجامع القاهرة.

كان التخطيط الأصلي للجامع وقت إنشائه عبارة عن مساحة مستطيلة تتكون من صحن أوسط وثلاثة إيوانات تحيط به ،  وكان للجامع ثلاث أبواب فى جدرانه الثلاث الجنوبية والشمالية والغربية.
إلا أنه بمرور الزمن حدثت عدة تطورات بالجامع وألحقت به عدة تغييرات وإضافات بدأت منذ العصر الفاطمي حيث نجد أنه لم تمض فترة على إنشاء الجامع حتى قام "العزيز بالله بن المعز" بإجراء أعمال تكميلية به، وفي سنة 400هـ/1009م جدده "الحاكم بأمر الله الفاطمي" وأوقف عليه عدة أوقاف، كما قام الخليفة "الآمر بأحكام الله" بعمل محراب للجامع من الخشب يعلوه كتابة بالخط الكوفي، وفى عهد الخليفة "الحافظ لدين الله" فى الفترة من سنة 524 إلى سنة 544هـ/1129–1149م تمت إضافة  رواق يحيط بالصحن من جهاته الأربع، كما قام بعمل قبة على مقدمة المجاز القاطع وقد تبقي من الأعمال الفاطمية بالجامع عقود المجاز وزخارفها والكتابات الكوفية وترجع إلى عصر الإنشاء، كما تبقي أيضا زخارف وكتابات حول الشبابيك الجصية الباقية بالناحية الجنوبية والشمالية وهي توضح حدود الجامع الأصلية هذا بالإضافة إلى أنه تم الكشف عن المحراب القديم للجامع سنة 1933م .
ثم توالت بعد ذلك الأعمال والتجديدات على الجامع الأزهر حيث اهتم بعمارته ملوك وأمراء الدولة المملوكية فتم تجديد الجامع واصلاحه بعد سنوات من الاهمال وفى فترة لاحقة ، والحقت بالجامع ثلاث مدارس فى العصر المملوكى  . 
اما  أهم عمارة كانت بالجامع وهي التي قام بها السلطان قايتباي ( سنوات حكمه  سنة 873هـ/1468م  ) حيث هدم الباب الكبير الغربي وجدده وإقام مئذنة عليه، وفى سنة 915هـ/1510م قام السلطان الغوري ببناء مئذنة ضخمة للجامع ذات رأس مزدوجة .
وفى العصر العثماني قام  ولاة مصر بعدة أعمال به وأوقفوا له عدة أوقاف وأقاموا به عدة أروقة وزوايا  .
  إلا أن أكبر عمارة حدثت للجامع كانت فى عصر "عبد الرحمن كتخدا" سنة 1167هـ/ 1753م حيث زادت مساحة الجامع مساحة كبيرة كما أنشئت به قبة وانشء الباب الرئيسي للجامع حاليا، أيضا فى عصر محمد على باشا وأسرته تم إدخال تجديدات وإصلاحات بالجامع كما تم إنشاء مكتبة للأزهر الشريف بأمر من الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1314هـ/ 1896م  أودعت بها نفائس الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية، ولقد ظل الجامع الأزهر يمارس دوره كجامعة عظيمة لمصر تستقبل العديد من الطلاب من خارج مصر من البلاد الإسلامية المختلفة ولم يقتصر دوره على الناحية الدينية فقط حيث جامعة الأزهر الشريف لتخدم آلاف الطلاب من العرب والمسلمين والدعاة ، أما أحدث التجديدات فى عمارة الجامع الأزهر فتم الإنتهاء منها وافتتحها الرئيس مبارك فى عام 1997 ، وتم خلالها استخدام الأساليب الهندسية الحديثة فى حماية جدران وأساسات الجامع دون أى تغيير فى القيمة الأثرية لأى جزء فيه .